''فتح'' تتحفظ من الشروع في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل

رغم التسليم بحتمية الدخول فيها إذعانا للضغوط الخارجية
''فتح'' تتحفظ من الشروع في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل

وصف مصطفى البرغوثي، الأمين العام للمبادرة الوطنية، موقف اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير المرحب بقرارات لجنة المتابعة العربية، بأن ''فيه نوعا من الغموض وعدم الوضوح''، متوقعا أن تؤول الأمور في النهاية إلى الدخول في المفاوضات المباشرة.
ورحبت اللجنة التنفيذية، في اجتماعها المنعقد أمس الأول، بقرارات لجنة المتابعة العربية التي ''أكدت تطابق الموقف العربي والفلسطيني في ما يتعلق بعملية السلام والمفاوضات في المرحلة المقبلة''.
وأوضح البرغوثي لـ''الخبر'' أن القيادة الفلسطينية الرسمية أخطأت منذ دخلت في المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، رغم القرار الواضح والصريح من قبل المجلس المركزي الفلسطيني بعدم الدخول في أي مفاوضات دون تجميد شامل للاستيطان، وخاصة في القدس.
وأضاف: ''التراجع بدأ من هذه النقطة، والآن أصبحت القيادة أمام مفترق طرق خطير جدا، خاصة إذا أثمرت الضغوط التي تمارس عليها عن التأثير في موقفها''.
وتوقع البرغوثي أن المفاوضات المباشرة، إذا ما انطلقت، ستؤدي إلى ''فشل ماحق كبير أكبر من فشل كامب ديفيد، مما سيرمي بنا في أزمة أعمق وأكبر، كما أن إسرائيل ستستغل هذه المفاوضات كغطاء لعملية التوسع الاستيطاني والتهويد في القدس والأسرلة الجارية لمناطق واسعة في الضفة الغربية''.
وفي معرض رده على سؤال ''الخبر'' حول مواقف فصائل منظمة التحرير الرافضة جميعها للدخول في المفاوضات المباشرة، أجاب البرغوثي: ''هناك شيء من ازدواجية المواقف. المواقف التي تعلن في البيانات السياسية لهذه الفصائل، تتغير على مقاعد اللجنة التنفيذية''، مضيفا: ''علينا أن نطرح على أنفسنا سؤالا: إذا كانت الأغلبية ضد التوجه إلى المفاوضات بما في ذلك حركة فتح، فكيف إذن سيتم التوجه لها؟''.
وتابع: ''إسرائيل تفاوض بجرافاتها. لسنا في مرحلة حل أو مفاوضات، نحن في مرحلة كفاح ونضال يجب أن نغير فيها موازين القوى، قبل الدخول في أي مفاوضات''.
من جهته، أكد أمين مقبول، أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح، أن هناك ضغوطا كبيرة جدا تمارس على القيادة الفلسطينية وتقودها الإدارة الأمريكية للدخول في المفاوضات المباشرة. وقال مقبول لـ''الخبر'': ''الذهاب للمفاوضات المباشرة دون توفر الشرطين الأساسيين (تجميد الاستيطان، والمرجعية الواضحة للعملية السياسية) على الأقل، يعني انتحارا سياسيا، وندرك أيضا أن عدم الذهاب للمفاوضات المباشرة له مخاطر كبيرة جدا''، وتابع: ''لكن إذا سمينا هذا وذاك انتحارا سياسيا، فليكن انتحارنا بشرف''.
وعن سؤال ''الخبر'' عن إمكانية تشكيل جبهة رفض داخل هيئات منظمة التحرير للوقوف ضد أي محاولة لتمرير قرار الدخول في المفاوضات المباشرة، أجاب: ''لا داعي لتشكيل محاور أو جبهات داخل الصف الفلسطيني، لأن كل الشعب وقواه السياسية ترفض الذهاب إلى مفاوضات مباشرة على الأساس المعلن حاليا''.
ووصف البرغوثي ومقبول ما نُقل عن نتنياهو بأنه سيقبل التنازل عن 90% من أراضي الضفة خلال المفاوضات، بأنه ''تضليل سياسي وكذب وافتراء''، مستشهدين بإعلانه قبل أيام لوزير الخارجية الإسبانية ميغيل موراتينوس بأنه لن يوقف الاستيطان وخاصة في القدس.