تراجع دعم الأمريكيين لحرب أفغانستان

43 بالمائة منهم اعتبروا الاحتلال خطأ
تراجع دعم الأمريكيين لحرب أفغانستان

خلصت دراسة أمريكية جديدة إلى أن سقوط الضحايا المدنيين في أفغانستان قد ساهم في مضاعفة هجمات حركة طالبان على قوات التحالف الدولية، وعزز قدرتها أكثر على تجنيد المزيد من المقاتلين في صفوفها. في وقت أظهر آخر استطلاع للرأي، نشر أمس، أن 43 بالمائة من الأمريكيين يعتقدون في أن الحرب التي تشنها القوات الأمريكية وحلفاؤها في أفغانستان تمثل خطأ كبيرا.
استنتج باحثون استخدموا بيانات ''للناتو''، تم رفع السرية عنها مؤخرًا، أنه كلما قتلت القوات الأمريكية أو قوات حلف شمال الأطلسي مدنيين أفغانًا عن طريق الخطأ، كما يقولون، إلا وارتفع عدد المتعاطفين مع هؤلاء المدنيين.
وتقول الدراسة المنجزة من قبل مؤسسة ''نيو أمريكا فونديشن'' إن القوات الأمريكية والدولية المناهضة للمقاتلين الأفغان ''إن كانت ترغب في الحد من قدرة طالبان على التجنيد، فعليها أن تقلص العمليات التي قد تسبب أضرارًا بين المدنيين''.
وفي سياق متصل أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد ''غالوب'' بالتعاون مع صحيفة ''اليوم الأمريكية'' أن هناك تراجعا حادا في دعم الأمريكيين للرئيس أوباما في طريقة تسييره للحرب في أفغانستان. ووفقا لهذا الاستطلاع فإن 43 بالمائة من الأمريكيين الذين شملهم الاستطلاع يعتقدون أن دخول الحرب في أفغانستان بعد أحداث 11 سبتمبر كان ''خطأ''، مقابل 28 بالمائة في سنة 2008 الذين كانوا يعتقدون ذلك.
ويعود سبب تراجع دعم الأمريكيين لأوباما في الحرب في أفغانستان، حسب ما جاء في الاستطلاع، إلى إقراره إيفاد 30 ألف جندي جديد إلى هناك ليصل بذلك العدد الإجمالي إلى 100 ألف جندي أمريكي تقريبا، في محاولة منه لكسر قوة الدفع لحركة طالبان.
إلا أن ذلك لم يتحقق على الصعيد الميداني، حيث ازدادت قوة طالبان أكثر. والدليل على ذلك، كما جاء في الاستطلاع، هو أنه في الوقت الذي أكد أوباما أن بلاده سجلت ''تقدما'' في أفغانستان رغم الصعوبات ''الهائلة'' التي تواجههم هناك، فقد اعتبر شهر جويلية الفارط أكثر الشهور دموية بالنسبة للقوات الأمريكية منذ بداية الحرب هناك بتسجيل مقتل 66 جنديا. فهذه التناقضات جعلت، في الواقع، 62 بالمائة من المشاركين يعتقدون أن الأوضاع في أفغانستان سيئة للغاية إلى حد ما، مقابل 34 بالمائة من يعتقدون عكس ذلك.
وفي السياق ذاته قال الرئيس الباكستاني أصف علي زرداري، أمس، إن قوات التحالف الدولي هي على وشك خسارة حربها ضد حركة طالبان في أفغانستان لأنها خسرت قبلها معركة غزو القلوب والعقول بسبب إستراتيجية الحرب المعتمدة هناك التي لم تفرق بين مسلحي الحركة والمدنيين الأفغان.