رسائل الى نزار....

الى ادم الخائن ابعث كلماتي

اخبره أني لن أسامحه أبدا

و سيجدني في كل درب

لأنزع أقنعته

مع احترامي لأولئك الرجال الرجال

الذين بدأت سلالتهم بالانقراض



صديقي نزار

لقد عرفتني فراشة تطير من روض إلى أخر مزهوة بألوان الشباب..لا تفكر سوى في اللحظة التي تعيشها لا لقصر نظرها و لكن لأنها تدرك أن السعادة تكمن في أن تعيش كل لحظة كأنها أخر لحظة..و لان حياة الفراشة لا تتجاوز اليوم الواحد كذا كان عمر أحلام سلمى لا تتجاوز العام الواحد..أو في أفضل الحالات عامين..

كذا شاءت الأقدار أن تموت الفراشة في أخر النهار..و ان تحترق سلمى بنور مصباح الاحلام الذي و بعد ان أغراها استل منها روحها في لحظة فضول..

عامان ولد فيهما كل شيء و مات بعدهما كل شيء..

عامان و عدنا نفتش عن ايام أفنيناها في التفكير و ساعات من الاتصالات الهاتفية جعلنا فيها اصواتنا تغني اغنيات الليل العذبة و تهمس في غفلة من الناس اعترافات حب صادقة.

عامان و اصبحنا غرباء بعد ان كنا اعز من الاصدقاء.

الم تلاحظ يا صديقي نزار أن كلانا تدوم قصص حبه سنتين و كلانا يحب الخريف و يعشق الشتاء و كلانا يتكلم بلغة قلبه..كلانا يتنفس الادب..كلانا مثقل بالجراح و الذكريات..

الفرق الوحيد بيننا أنك شاعر و اني عاشقة لهذا الشاعر..

صديقي نزار هاهو الشتاء يقرع ابوابي من جديد و معه تقرع الذكريات و معه ابكي في الليلة الاف الدمعات و معه ايضا ادعي اني مازلت قوية و مازلت سلمى التي لا تهزها الأزمات..

لقد سرقنا من الحياة عامين تقمصت فيها دور شهرزاد و حكيت له..لشهريار سبع مئة ليلة و ليلة و لكنه في نهاية المطاف اختار ان يقتلني لانه لم يعد مولعا بالحكايا..

شهريار الذي أهداني يوما قلبه هو نفسه شهريار الذي اعدم قلبي في ساحة الزمن و أمام الملأ دون رحمة..و ذهب يبحث عن ضحية أخرى..فهل اشتكى له قلبه مني و أنا التي حنوت عليه كما تحنو الأم على صغيرها !!؟

كان فقيرا حين عرفته لا يملك من متاع الدنيا شيئا..عامل بسيط بل قل حتى وظيفته ليست ثابتة.وقتها لامني الجميع على اعجابي به و تسائلوا ما الذي يشدني اليه .صدقني ان قلت لك ان حبات العرق على وجهه كانت افضل عندي من اموال الدنيا..شاب يعمل بشرف و لا يمد يده و لا يستجدي عطف احد..شاب طيب لدرجة الدهشة و حنون لدرجة الذهول̨كان يتيما محتاجا لمن يسمعه لمن يفهمه و أنا بذكاء أنثى و إحساس امرأة عرفت ما يريد’عرفت ان وراء هذا الجسم الضخم و هاته العضلات المفتولة طفل صغير يبحث عن قلب يحتويه و ينسيه آلامه.

ستسألني لا محالة كيف تعرفت به و كيف أحببته و لكن صدقني ان قلت لك حتى أنا نفسي لا أذكر كيف و متى و أين كل ما عرفته حينها أن هذا الإنسان هو عالمي كله و علي أن أجعله أسعد رجل بكل ما املك و ما استطيع.

كان حزينا جدا ووحيدا و معي تحول الى كتلة من السعادة و اصبح اجتماعيا ’معي عرف انه يستطيع البكاء فالرجولة ليست ان تكون قبو جليد..الرجال ايضا يبكون..و اذا بكى كان يعرف اني سأكون موجودة لأمسح دموعه بأطراف أصابعي..كان يبكي والديه و يحن إليهما و لكنني تحولت الى عائلة بأكملها..كنت أمه في حنانها و أبوه في رعايته و أخته في شقاوتها و أخوه الذي يسانده وقت الشدة و طفلته المزعجة و فوق كل هذا كنت حبيبته التي يمكن أن تموت لأجل أن يعيش.

و هاهو بعد عامين يختار توقيت موتي بدقة نزارية مدهشة..

و باعتبار عملي كان لدي معارف كثر’عرفته على أحدهم و استطاع أن يحصل له على عمل بالجنوب الجزائري (حاسي مسعود) و بدا يستقر هناك.

هنا يقولون "البعيد عن العين بعيد عن القلب" ,يذكرني هذا باغنية للشاب خالد يقول فيها "مانديرك بعيدة ما نبكي عليك" فهل كان مؤمنا بكل هذا حين ابتعد عني و ابتعد معه احساسي بالأمان ..و ابتعدت معه كل الأحلام و تركني هاهنا في "التل" أسيرة الأوهام و الشكوك.

و بدأت مظاهرالترف تظهر عليه فاشترى سيارة و استكمل بناء بيته..و في الأخير غير حبيبته لتتماشى ووضعه الجديد..حبيبة يغريها بهيئته ووسامته و يشتريها بماله..

كنت كلما تفقدت هاتفه وجدت رقما جديدا ..غريب كيف ان المرأة تشعر دوما بوجود امرأة أخرى في حياة رجلها و هو كما شهريار أصبح لديه قصر من الجواري و السبايا.

و يا ليت الأمر توقف عند هذا’لقد كان ذلك اليوم تاريخ الفصل بيننا .

كان يومها عيد ميلاده لم استطع أن التقيه فقد كان في العاصمة لأمر قال عنه عاجل رغم انه كان في إجازة و أنا أيضا بتغابي الأنثى أمام من تحب مثلت أني صدقته..اتصلت به في منتصف الليل لأهنئه فاذا بالصوت يأتي أنثويا هذه المرة’جمدت دمائي في عروقها و اختفى صوتي..

اختفى كل شيء من أمامي لم يبق سوى صوتها الأنثوي المتلفع بالغواية و صورة ذلك الرجل الذي سكن يوما أضلعي..هما معا في ليلة حمراء..في عيد ميلاده الثلاثين و عيد جرحي الذي سيستمر الى الأبد.

تجعلك الصدمة تحتار أين تراك أخطأت..أم أن طبيعة ادم هي الخيانة مهما قدمت له حواء!

صديقي نزار سامحني ان لم اعد اقرا شعرك لاني اصبحت أخاف من الرجال الذين اقابلهم بين سطوره و تعبت من أحلام تعبث بها شهوات الرجال كما تشاء.

سامحني ان لم اعد اؤمن بالحب فقد ماتت في قلبي كل معانيه..

وسامحني أيضا اذا لم أكتب لك كثيرا فالكتابة أيضا نوع من الحب..

و أنا احاول منذ زمن الغاء هاته الكلمة من قواميسي.